إِسلامُنَا نُورٌ لمن يَهتَدِى .. إسلامُنَا نَارٌ على من يَعتَدِى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
إِسلامُنَا نُورٌ لمن يَهتَدِى .. إسلامُنَا نَارٌ على من يَعتَدِى

مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ


    2- واجبات الشاب المسلم ب- مع النفس

    جندي الإسلام
    جندي الإسلام
    الداعى بأمر الله
    الداعى بأمر الله


    عدد المساهمات : 67
    تاريخ التسجيل : 11/02/2010
    العمر : 35

    2- واجبات الشاب المسلم ب- مع النفس Empty 2- واجبات الشاب المسلم ب- مع النفس

    مُساهمة من طرف جندي الإسلام الخميس فبراير 18, 2010 10:28 am




    ب ــ الواجب الثانى
    مع النفس
    يقول الله عز وجل : { وَنَفسٍ وَمَا سَوهَا (7) فألهمها
    فجورها وتقواها ( قد أفلح من زكها (9) وقد خاب من دساها}(الشمس:7-10)
    فعلق الله عز و جل الفلاح بتزكية النفس والخسران بتركها
    مهملة ... لذلك علينا أن نعلم ونتيقن أن أعدى أعدئنا
    أنفسنا

    التى بين جنبينا ، وقد خلقت أمارة بالسوء ، ميالة إلى
    الشر ،

    فرارة من الخير ، وأمرنا بتزكيتها وتقويمها ، وقودها
    بسلاسل

    القهر إلى عبادة ربها وخالقها ، ومنعها عن شهواتها
    وفطامها عن

    لذاتها ، فإن أهملناها جمحت وشردت ولم نظفر بها بعد

    ذلك ، وإن لازمناها بالتوبيخ والمعاتبة والملامة كانت هى

    النفس اللوامة التى أقسم الله بها ورجونا أن تصير النفس المطمئنة.


    طبيعة النفس
    البشرية:


    فمن طبيعة النفس
    حب الظهور والرياسة وانتشار الصيت والكبر والعجب والرياء والغرور, وحب الدنيا
    وكراهية الموت والطمع والشح وحب الشهوات والحرص والحسد و... لذلك طالبنا الله
    بجهاده {وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوي(40)فإن الجنة هي
    المأوى}(النازعات:40-41) {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}(العنكبوت:69)


    حال الصحابة
    والسلف الصالح مع أنفسهم:


    وبقد كان الصحابة
    والسلف الصالح وصالحو هذه الأمة في جهاد مستمر مع أنفسهم..يقول الحسن البصري في
    قوله تعالي:{ولا أقسم بالنفس اللوامة}: لايلقي المؤمن إلا يعاتب نفسه ماذا أردت
    بكلمتي, ماذا أردت بأكلتي, ماذا أردت بشربتي ,والفاجر يمضي قدما لايعاتب نفسه.


    وقال سفيان
    الثوري:ماعالجت شيئا أشد عليّ من نفسي, مرة لي ومرة عليّ. وكان أبو العباس الموصلي
    يقول لنفسه: يانفس لا في الدنيا مع أبناء الملوك تنعمين ولا في طلب الاخرهة مع
    العباد تجتهدين, كأني بك بين الجنة والنار تحبسين!!, يانفس ألا تستحين؟! وقال رجل
    لعمر بن عبدالعزيز: متى أتكلم؟ قال :إذا اشتهيت الصمت, قال : ومتى أصمت؟ قال: إذا
    اشتهيت الكلام.


    وكان مالك بن
    دينار يطوف في السوق , فإذا رأى الشئ يشتهيه قال لنفسه: اصبري فوالله ما أمنعك إلا
    من كرامتك عليّ..


    ويقول اخر لنفسه:
    عمل كالسراب, وقلب من التقوى خراب, وذنب بعدد الرمال والتراب , ثم تطمع في الكواعب
    الأتراب ؟! هيهات هيهات... أنت سكران بغير شراب.


    ويقول اخر لنفسه:
    النفس ملك إن اتبعتها , ومملوك إذا أتعبتها.


    ويصف اخر الدواء
    فيقول: دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القران بالتفكر, وخلاء البطن, وقيام الليل ,
    والتضرع عند السحر, ومجالسة الصالحين.(من كتاب صفة الصفوة لابن الجوزي)


    العلاج:


    بيّن القران
    وبيّنت السنة وظهر من أقوال الصحابة والسلف كما ذكرنا أن الطريق الكلي لمعالجة
    النفس هو سلوك مسلك المضاد لما تهواه النفس وتميل إليه.


    وكما أنه لابد من
    الاحتمال لمرارة الدواء وشدة الصبر عن المشتهيات لعلاج الأبدان, فكذلك لابد من
    احتمال مرارة المجاهدة والصبر لمداومة مرض القلب, بل أولى, فإن مرض البدن يخلص منه
    بالموت ,أما مرض القلب والعياذ بالله تعالي فإنه مرض يدوم بعد الموت أبد
    الاباد(إحياء علوم الدين)


    ولكي يسهل علي كل
    منا جهاد نفسه, عليه أن يحيط نفسه بجو يذكره بالاخرة دوما , فقيام الليل وسجوده,
    وقران الفجر ودموعه, وذكر الموت وأخباره, وغير ذلك من الطاعات التي تقرب إلى الله
    عز وجل , لابد وأن تؤثر في نفس مؤديها , فيؤثر الاخرة علي الدنيا ويجمع همه في هم
    واحد وهو هم الخوف من الحساب يوم القيامة, وعند هذه الدرجة من الخوف يسهل على كل
    منا إخماد أي مرض قلبي مبتلى به, لأنه سيعلم خطورة بقاء هذا المرض دون علاج.


    والطريق إلى
    معرفة عيوب النفس سهل وميسور لمن أراد وعزم على أن يتخلص منها, فنستطيع أن نعلم
    عيوبنا عن طريق مصاحبة الصالحين, فالمرء مرآة أخيه, فيذكر الأخ أخاه ويبصره
    بعيوربه.


    وكذلك بالاطلاع
    في الكتب التي تناولت هذا الموضوع مثل كتاب: مختصر منهاج القاصدين لابن قدامه
    المقدسي وغيره


    فتحدد الدواء
    ونشتغل بإزالته علي ضوء الكتاب والسنه وتجارب المربين وتوجيهاتهم.


    إذا ماعدت
    النفس عن الحق زجرناها


    وإن مالت إلى
    الدنيا عن الاخرى منعناها


    تخادعنا
    ونخدعها وبالصبر غلبناها


    لها خوف من
    الفقر وفي الفقر أنخناها


    وفي النهاية أذكر
    نفسي وإياكم بأن هذه الأمراض تظهر وتتفاقم مع بعدنا عن الله عز وجل :{ولاتكونوا
    كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم}(الحشر:19)


    فعلينا أن نستعين
    علي ذلك بكثرة الذكر والدعاء وشدة الخوف من عواقب هذه الأمراض واتهام النفس الدائم
    وعدم الثقة بها أو الطمأنينة إليها, وأن نبتعد عن الغفلة وعن مصاحبة الغافلين ومرضى
    القلوب والنفوس.

    {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض
    له شيطانا فهو له قرين} (الزخرف:36)

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 1:20 pm