إِسلامُنَا نُورٌ لمن يَهتَدِى .. إسلامُنَا نَارٌ على من يَعتَدِى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
إِسلامُنَا نُورٌ لمن يَهتَدِى .. إسلامُنَا نَارٌ على من يَعتَدِى

مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ


    الطريقة الأولى ‏:‏ إخلاص النيات وإصلاح السرائر

    جندي الإسلام
    جندي الإسلام
    الداعى بأمر الله
    الداعى بأمر الله


    عدد المساهمات : 67
    تاريخ التسجيل : 11/02/2010
    العمر : 35

    الطريقة الأولى ‏:‏ إخلاص النيات وإصلاح السرائر Empty الطريقة الأولى ‏:‏ إخلاص النيات وإصلاح السرائر

    مُساهمة من طرف جندي الإسلام الأربعاء فبراير 17, 2010 1:14 am

    هناك طرق كثيرة لخدمة دين الإسلام وأحببت ان انقل لكم 30 طريقه لخدمة الدين لشيخ الإسلام ابو محمد المعتز بالله رضا بن أحمد صمدي انفعنا الله وياه بهذه الطرق الجميلة

    الطريقة الأولى ‏:‏ إخلاص النيات وإصلاح السرائر
    إن إشكالية كثير من الناس في شأن علاقتهم بالله تبارك وتعالى أنهم لا يعون شفافية الطاعة ، ولا يدركون أن الله تبارك وتعالى قد وضع لكل شيء في هذا الكون قانونا ونظاما ، فكما جعل النار محرقة والماء الزلال مُرْوِيَاً والهواء النقي منعشا فكذلك ما جعله الله تبارك وتعالى قربة لذاته ووسيلة لمرضاته ، فإن له قانونا لا يقل صرامة عن قوانين الكون الأخرى ‏.‏
    والأعمق من ذلك أن الله عز وجل جعل من بعض الأشياء – على ضآلة شأنها فيما يعتقد الناس بادي الرأي – سببا لنوال الفتوح ، وحصول البركة والنماء بما لا يتفق والقوانين العادية ‏.‏
    ومن تلك الأشياء ‏:‏ النية الصالحة للعمل الصالح ‏.‏ فغني عن القول أن عمل العبد مشروط قبوله بإخلاص النية وبمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فذانك هما النية الصالحة والعمل الصالح المقصودان بقول الله تعالى ‏:‏ ‏{‏ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ‏}‏ ‏.‏
    وقضية الإخلاص بالنسبة للدعاة وحملة الدين تأخذ غورا لا تسعفه العبارات الساذجة ، أو الإيضاحات العادية ، فهو يحتاج إلى شفافية روحية توقن بكرامة الله لأوليائه وتعتقد أن القلب هو محل نظر الإله من العبد ‏.‏
    لاجرم أن الآيات القرآنية – مكيها ومدنيها – تواطأت على تأكيد أهمية النية وجلالة شأنها ‏.‏ قال تعالى ‏:‏ ‏{‏ فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص ‏}‏ وقال عز من قائل ‏:‏ ‏{‏ قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين ‏}‏ وقال ‏:‏ ‏{‏ قل الله أعبد مخلصا له ديني ‏}‏ وقال ‏:‏ ‏{‏ وادعوه مخلصين له الدين ‏}‏ وقال ‏:‏ ‏{‏ فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ‏}‏ وقال تعـالى ‏:‏ ‏{‏ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ‏}‏ ، ذلك الدين القويم أن نطيع الله مخلصين ونعبده مصححين للقصد والإرادة ‏.‏
    يقول ابن القيم – في تعريف الإخلاص - ‏:‏ وقد تنوعت عبارتهم في الإخلاص والصدق والقصد ، فقيل ‏:‏ هو إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة ‏.‏ وقيل ‏:‏ تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين ، وقيل ‏:‏ التوقي من ملاحظة الخلق حتى عن نفسك ، والصدق ‏:‏ التنقي عن مطالعة النفس ‏.‏ فالمخلص لا رياء له والصادق لا إعجاب له ، ولا يتم الإخلاص إلا بالصدق ولا الصدق إلا بالإخلاص ، ولا يتمان إلا بالصبر ‏.‏ وقيل ‏:‏ الإخلاص استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن ، والرياء أن يكون ظاهره خيرا من باطنه ، والصدق في الإخلاص أن يكون باطنه أعمر من ظاهره ‏.‏ وقيل ‏:‏ الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق ، ومن تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله ‏.‏ ومن كلام الفضيل ‏:‏ ترك العمل من أجل الناس رياء ، والعمل من أجل الناس شرك ، والإخلاص أن يعافيك الله منهما ‏.‏ قال الجنيد ‏:‏ الإخلاص سر بين الله وبين العبد ، لا يعلمه ملك فيكتبه ، ولا شيطان فيفسده ، ولا هوى فيميله ‏.‏ وقيل لسهل ‏:‏ أي شيء أشد على النفس ‏؟‏ فقال ‏:‏ الإخلاص ، لأنه ليس لها فيه نصيب ‏.‏ وقال بعضهم ‏:‏ الإخلاص ألا تطلب على عملك شاهدا غير الله ولا مجازيا سواه ‏.‏ وقال مكحول ‏:‏ ما أخلص عبد قط أربعين يوما إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ‏.‏ وقال أبو سليمان الداراني ‏:‏ إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء
    وحري بالدعاة أن يتعهدوا قلوبهم على الدوام مفتشين عن رواسب الهوى وبقايا الدغل الذي يتخلل ثنايا النيات القلبية ، وأخطرها الذي يتغلف بقصد سوي معتبر زيّنه له هواه فاتبعه ، فإنها والله القاصمة ، قال تعالى ‏:‏ ‏{‏ أفرأيت من اتبع إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا ‏}‏ ، وقال ‏:‏ ‏{‏ أفمن زين به سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ‏}‏ ‏.‏
    ويتعاظم دور إبليس اللعين في تزيين المقاصد الخبيثة وإلباسها خلعة الولاية وزينة الإخلاص ونزاهة الضمير ، فيحس الداعية بالطهارة والبراءة حال كونه متلبسا بأعظم زور وأشنع بهتان ، وما أتعس الذي يدعو إلى نفسه زاعما أنه يدعوا إلى الله ، يدل الخلق إلى ذاته متزلفا إليهم بصورة الداعية المخلص ‏.‏ إن مثل هذا النوع قليل بين الدعاة ، ووالله ليسوا من الدعاة ، ولكن داءهم لم ينج منه داع بل مسلم ، وأي نفس تلك التي لا ترجو لنفسها عزا وجاها وسلطانا ، كل نفوس الخلق تطلبه ، ولكن ما أعظم تلك النفس التي تتصدر عند البذل وتتوارى عند المغانم وتعف ، إنها النفس المخلصة التي تمحض بذلها لربها ، فلسان حالها يقول ‏:‏ ‏{‏ لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ، إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ‏}‏ ‏.‏
    لقد كان السلف الصالح لا يستحيون من مواجهة أنفسهم بنياتهم السيئة وما أكثر ما رأيناهم يكلمون ويحذرون أنفسهم من نية خبيثة تسللت على حين غرة وولجت في سانحة غفلة ، ولم يتحرجوا رحمهم الله من التصريح بهذه النية التي تسللت ليعلموا الأجيال كيف يكون الإخلاص والتجرد ، فجزاهم الله عن الأمة خيرا ‏.‏
    أعود للتأكيد أنني لا أماري في خطورة أمر النيات وأحوال القلوب وضرورة تزكيتها وحمايتها من حمأة الأمراض والآفات وفورة حب الرياسة والتصدر ، ولكننا نعالج ذات المرض فيمن يمنعون الشبيبة من خدمة الدين والبذل له حسدا من عند أنفسهم من بعدما تبين لهم أن في تصدرهم خطورة على وجاهتهم ‏.‏
    إن العلم النافع والعمل الصالح والدعوة المخلصة أمور كفيلة بتنقية القلوب من كل دغل ، وقد نص القرآن على أن الدعوة من أحسن القول ‏:‏ ‏{‏ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ‏}‏ ‏.‏ ورقابة القادة والعلماء وتربيتهم لصغار السن ضامن من ولوج الهوى إلى نفوسهم ‏.‏ ولله الأمر من قبل ومن بعد ‏.‏
    وقد مر معنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏ ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم ‏:‏ إخلاص العمل لله ، ومناصحة ولاة الأمر ، ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط بهم من ورائهم ‏)‏ ‏.‏
    ولم يقل أحد من أهل العلم أن علاج الرياء وآفات العمل بترك العمل ، بل المنقول عن السلف أن ترك العمل لأجل الناس رياء ، ومثل الذي يهجر العمل أو يمنع الناس منه خشية على القلوب من آفاتها كمثل من ترك الطعام والشراب خوفا من الجراثيم الكامنة فيها ، أو كمثل من هجر الناس ولم يلامسهم خوفا من عدوى الأمراض وانتقال الحمى ‏.‏
    ومن رام عملا خاليا من الشوائب نقيا من المعايب فقد ركب متن الشطط وأعظم على نفسه الفرية ‏.‏ وأنى السبيل إلى عمل خالص صاف والله تعالى يقول ‏:‏ ‏{‏ والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ‏.‏ أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ‏}‏ ، وقد أخرج الفريابي وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا في نعت الخائفين وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن عائشة قالت ‏:‏ قلت ‏:‏ يا رسول الله ‏!‏ قول الله ‏:‏ ‏{‏ والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ‏}‏ أهو الرجل يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو مع ذلك يخاف الله ‏؟‏ قال ‏:‏ ‏(‏ لا ولكنه الرجل يصوم ويتصدق ويصلي وهو مع ذلك يخاف الله أن لا يتقبل منه ‏)‏ وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس فى قولـه ‏{‏ وقلوبهم وجلة ‏}‏ قال ‏:‏ يعملون خائفين ‏.‏ وأخرج سعيد بن منصور وعبد ابن حميد وابن المنذر عن عائشة ‏:‏ ‏{‏ والذين يأتون ما أتوا ‏}‏ قالت ‏:‏ هم الذين يخشون الله ويطيعونه ‏.‏
    وأنت ترى بجلاء أن الآية نصت على أن أولئك المؤمنين يعملون ، مع الخوف والوجل من عدم قبول العمل ، ولم يصرفهم هذا الوجل عن تجشم عناء العمل ، ومجاهدة الرياء وآفات النفس ‏.‏
    إن المقصود من هذه الطريقة تطهير الضمير الدعوي ، وتنقية المقاصد من الخبث الذي يعتور المتنافسين على الدنيا ، وتمحيص الخطو الحركي للدعاة من عرجة الرياء وعثرة الشرك الخفي ‏.‏
    إن مرادنا أن نحقق في دعاتنا النـزاهة المطلقة في إراداتهم ، وأن نصرف أبصارهم عن رؤية أعمالهم ، وأن يتجافى كل داعية عن بطرٍ مردٍ أو غرور مطغٍ ‏.‏
    وليس عسيرا على كل فرد ينتمي إلى هذه الصحوة المباركة أن يبادر إلى نياته فينشأ منها ما يصلح للعرض على الله تبارك وتعالى ، أو يسارع إلى الفاسد منها فيتداركه بالإصلاح والتنقية ، ويضرع إلى الله تبارك وتعالى أن يرزقه النية الخالصة والعمل الصالح ‏.‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 12:35 pm