إِسلامُنَا نُورٌ لمن يَهتَدِى .. إسلامُنَا نَارٌ على من يَعتَدِى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
إِسلامُنَا نُورٌ لمن يَهتَدِى .. إسلامُنَا نَارٌ على من يَعتَدِى

مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ


    تخلف الدول الإسلاميه

    جندي الإسلام
    جندي الإسلام
    الداعى بأمر الله
    الداعى بأمر الله


    عدد المساهمات : 67
    تاريخ التسجيل : 11/02/2010
    العمر : 35

    تخلف الدول الإسلاميه Empty تخلف الدول الإسلاميه

    مُساهمة من طرف جندي الإسلام الأحد فبراير 14, 2010 4:07 pm

    س: نلاحظ علي مسرح العالم أن الدول الإسلاميه مازالت متخلفة رغم أنها تلهث بكل قواها لتلحق بركب الحضارة , في الوقت الذي تتقدم فيه الدول غير الإسلامية سريعا علي سلم الإبتكار والاختراع والعلم. فما هو السبب في ذلك؟
    جـ: الإسلام قبل كل شئ هو سلوك .. فالإنسان المسلم يجب أن يسلك سلوك الإسلام .. لكن كثيرا من الناس لايفعلون ذلك .. بل إن بعض المسلمين الذين يعيشون في بلاد غير إسلامية تجرهم تلك البلاد بعاداتها وتقاليدها .. فيبتعدون عن الإسلام.

    وفي الكون أشياء تفعل ذلك , وأشياء تنفعل بك , فالشئ الذي لك يستوي فيه الناس جميعا , كافر ومسلم , هذه الأشياء هي كالشمس مثلا, الشمس تشرق ولا تخص بنورها كافرا أو مسلما,أو شاكرا لله, أو جاحدا بنعمته .. كلهم سواء .. والهواء تتنفسه كل الكائنات الحية دون أي تمييز .. والماء يشرب منه كل كائن حي بصرف النظر عن دينه وعقيدته.

    نأتي بعد ذلك إلي الأشياء التي تنفعل بك .. وإرتقاء الإنسان في الكون يتم فيما ينفعل بك,لا فيما يفعل لك .. إن ماينفعل بك إن فعلت فيه ينفعل .. إن حرثت الأرض حرثا جيدا, ووضعت البذرة,ورعيتها رعايه جيدة,تعطيك ثمرا جيدا,ومحصولا وفيرا.
    إن بحثت عن المعادن الصالحة لحياة الإنسان في باطن الأرض تعطيك معادنها..
    وإن لم تفعل فإنها لاتنفعل معك ,والمجتمع الذي لايقوم بجهد مع الأشياء التي تنفعل للإنسان في الأرض لايتقدم, ويظل متأخرا.. وهنا يحدث الخلاف بين إرتقاء عدد من الناس,وتخلف عدد منهم. ويحدث هذا الخلاف منهم. ويحدث هذا الخلاف في التعامل مع الأشياء الموجوده في الكون , والتي تنفعل بك .. ولادخل للدين في هذه المسألة.

    ولقد جعل الله ماعلي الأرض زينة لها, ليجذب الإنسان إلي العمل , فماهي الزينة في حقيقتها؟
    هي مايخلع علي ذاتيات الأشياء ليجعلها أكثر جاذبية ... فزينة الأرض أن تصبح أكثر جاذبية ليعمل, فالإنسان حين يري حديقة جميلة يتمني أن يصنع مثلها , فتكون هذه الزينة حافزا للعمل . فكان الله قد جعل ماعلي الأرض زينة لها ليجذبني إليها.
    وبعد ذلك , هل تكون هذه الزينة هي الغاية, أم لا تكون؟ وهنا الإبتلاء.

    الله تعالى يقول :﴿ هو انشأكم من الأرض واستعمركم﴾ .. أ طلب منكم عمارتها ..
    وزينة الأرض حافز علي العمران .. وهي من أثرين:اثار خلق الأرض, والطبيعة التي وهبها الله لنا, واثار مافعله الإنسان بما عمله الله إياه ليضيف جديدا الي ذلك.

    وعندما نقرأ قوله تعالي: ﴿إنا مكنا في الأرض واتيناه من كل شئ سببا فأتبع سببا﴾ أى: أعطيناه أسباب المنعه والقوة والحكم في الأرض , ولكنه لم يقتصر علي ما أوتي , بل أتبع ذلك بسبب فيما ينفعل له ..
    وقد قال الله لنا ذلك ليقول لنا: إن الإنسان مهما يعطي يجب ألا يعكتفي بما أعطي له ولايفعل شيئا ..
    بل يجب أن يأخذ هذا العطاء, ويعمل من أجل أن يضيف إليه , وينفعل به , مع العناصر التي خلقها الله لتنفعل بعمل الإنسان في الأرض.
    فلابد أن نعطي عطاء للكون, وإلا أصبحت الحياة جامدة وغير متحركة ولامتطورة , وتوقف نمو الحياة وتطورها , إذ أن الحياهة لاتتطور ولا من إضافة الإنسان من ذاته ماينفعل به مع بيئته ومع الكون ليصنع شيئا جديدا.

    فإذا كان هناك تخلف في الدول الإسلامية , فالإسلام نفسه برئ من هذا التخلف , لأنه وضع أمامنا كل الأسباب الداعية إلي الرقي والتقدم وطلب منا العمل في الحياة الدنيا, حتي تتحقق لنا ثمرة هذا العمل ..
    فإذا كنا قد تركنا أسباب التقدم التي هي موجودة في الإسلام فليس هذا عيب الإسلام , وإنما العيب في عدم تطبيق تعاليم الإسلام والتطبيق الصحيح السليم.

    س: وما السبب الرئيسي لقعود المسلمين عن تنفيذ تعاليم دينهم فيما يتصل بالتقدم العمراني؟

    جـ:هو الخطأ في تفسير(التوكل) علي الله بأنه دعوة إلي عدم العمل والجهاد.. بينما هو في الحقيقة دعوة للجهاد والعمل, والتأكد من أن النتيجة طيبه .. لأن الله تعالي يبارك في هذا العمل, ويبارك هذا الجهاد الصادر من قلب المؤمن .. ولكن بعض الناس يريدون أن يضيفوا إلي الدين ماليس منه. وإذا كانت المسألة أن نترك كل شئ لله ولانعمل , فلست أدري لماذا يتخلي هؤلاء الناس عن مبدئهم في أبسط الأشياء وهو الطعام والشراب .. فإذا عطش فهو يقوم ليشرب , وإذا جاء الطعام يأكل ويبذل جهدا في تناول الطعام .. لماذا لايترك كل هذا لقدرة الله .
    إذا كان المطلوب هو عدم العمل , وعدم بذل أي جهد للإنسان , فلماذا يأتي إلي النقطة بالذات ويضيف عملا جديدا ؟

    تعقيب:
    العمل في الاستكثار من زينة الحياة الدنيا يقصد به الإسلام إلي أن تعود ثمرته علي المجتمع كله, وعلي إعداد القوة لمجتمع الإسلام .. أما أن يعمل المسلم فيه بمنطق الفردية والإكتناز فهو عمل تجريبي للدين والمجتمع جميعا

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 11:16 am