بسم الله
و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
تكلمنا فى الدرس السابق عن قصة نبى الله آدم عليه السلام .. و كيف خلقه الله عز و جل , و كيف أسجد له الملائكة .
مات آدم عليه السلام .. و ظل الناس على التوحيد لقرون طويلة .. يعدبون الله عز و جل ..
و أوصى آدم عليه السلام بوصيته من بعده إلى شيس إبنه ..
و ظل الناس قروناً .
ثم بعث الله للناس نبياً إسمه إدريس عليه السلام ..
أما إدريس فهو نبى و ليس رسول .. فلم يأتى بدين جديد .. فالناس ما زالوا يعبدون الله عز و جل .
لكن جاء يذكرهم بالله عز و جل و يأمرهم بالمعروف و
ينهاهم عن المنكر .. فهو من أنبياء الله عز و جل .
بل كان من أنشط من دعا إلى الله عز و جل .. فلم يترك أحداً على وجه الأرض إلا و ذكره بالله تعالى و أمره بالمعروف و نهاه عن المنكر ..
حتى أن الله أوحى إلى إدريس .. أن يا إدريس لا يمر يوماً إلا و يكتب لك مثل عمل أهل الأرض جميعاً .. لأن من دعى إلى خير فله مثل أجر عامله
..
حتى أن إدريس طلب من الله أن يمد فى عمره ..
رأى إدريس عليه السلام يوماً ملكاً من الملائكة
قال له إذا رأيت ملك الموت فأطلب منه أن يمد فى عمرى فإدريس عليه السلام يعلم أن كل يوم يمر فى ميزان حسناته عمل أهل الأرض جميعاً
فقال له الملك و لما لا تصعد إلى السماء .. أحملك إلى السماء تكلمه أنت ..
فصعدا إلى السماء ..
حتى إذا وجدا ملك الموت فى السماء الرابعة
فقال له الملك : إن إدريس عليه السلام يسلم عليك يا ملك الموت
فرد عليه السلام
قال له ملك الموت و ماذا يطلب
قال الملك : إنه يطلب أن تمد فى عمره
قال ملك الموت : و لما يريد ذلك
قال : ليزداد فى عمله
و كانا فى السماء الرابعة
قال ملك الموت : و أين إدريس الآن ؟
قال الملك : إنه معى الآن
فقال ملك الموت : سبحان الله سبحان الله
قال له الملك : و لما ؟
قال ملك الموت : إن ربى أمرنى أن أقبض روح إدريس فى السماء الرابعة اليوم فقلت و كيف هذا إدريس فى الأرض كيف أقبض روحه فى السماء الرابعة .. و أنا نازل وجدته فى السماء الرابعة
قال الملك .. و كم بقى فى عمر إدريس من أجله ؟
فقال ملك الموت : لم يبقى من عمره شئ
..
فقبض ملك الموت روحه فى السماء الرابعة .. فبقى إدريس عليه السلام فى السماء الرابعة
حتى إذا مر رسول الله صلى الله عليه و سلم على السماء الرابعة فى الإسراء و المعراج .. فقال أهلا بالنبى الصالح و الأخ الصالح ..
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً(56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً (57) سورة مريم
اللهم فاطر السماوات و الأرض أنت وليي فى الحياة الدنيا توفنى مسلماً و ألحقنى بالصالحين
ربى أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على و على والدى و أن أعمل صالحاً ترضاه و أدخلتى برحمتك فى عبادك الصالحين
هذا و ما كان من توفيق و صلاح فمن الله وحده ..
و ما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمنى و من الشيطان ..
سبحانك اللهم و بحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك و أتوب إليك