ترجمة الحافظ بن كثير رحمه الله
قال أبو المحاسن الدمشقي في "ذيل تذكرة الحفاظ":
ابن كثير: الشيخ الإمام العالم الحافظ المفيد البارع عماد الدين أبو الفدائ إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن ذرع البصروي الأصل الدمشقي الشافعي.
ولد بمجدل القرية من أعمال مدينة بصري في سنة إحدى وسبعمائة إذ كان أبوه خطيبا بها.
ثم انتقل إلى دمشق في سنة ست وسبعمائة وتفقه بالشيخ برهان الدين الفرازي وغيره وسمع ابن السويدي والقاسم ابن عساكروخلقا.
وصاهر شيخنا الحافظ المزي فأكثر عنه وأفتي ودرس وناظر وبرع في الفقه والتفسير والنحو وأمعن النظر في الرجال والعلل.
وولي مشيخة أم الصالح والتنكزية بعد الذهبي.
ذكره الذهبي في مسودة طبقات الحفاظ وقال في المعجم المختص: هو فقيه متقن ومحدث محقق ومفسر نقّاد وله تصانيف مفيدة.
قلت: فمن تصانيفه:
كتاب "التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل" جمع بين كتاب "التهذيب"و"الميزان" وهو خمس مجلدات.
وكتاب"البداية والنهاية"في أربعة وخمسين جزءا.
وكتاب"الهدي والسنن في أحاديث المسانيد والسنن"جمع فيه بين مسند الإمام أحمد والبزار وأبي يعلي وابن أبي شبية إلي الكتب الستة.
وقال الشيخ محمد عبدالرازق حمزة في مقدمته علي "الباعث الحثيث شرح علوم الحديث":
نسبه وميلاده وشيوخه:
هو أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن الشيخ أبى حفص شهاب الدين عمر ,خطيب قريته , ابن كثير بن ضوء بن كثير بن زرع القرشي , البصروى الأصل , الدمشقي النشأة والتربية والتعليم .
ولد بمجدل القرية من أعمال مدينة بصري شرق دمشق سنة إحدى وسبعمائة , وكان أبوه خطيبا , ومات أبوه في الرابعة من عمره , فرباه أخوه الشيخ عبد الوهاب وبه تفقه في مبدأ أمره .
ثم انتقل إلي دمشق سنة 706 في الخامسة من عمره , وتفقه بالشيخ برهان الدين إبراهيم عبد الرحمن الفزارى الشهير بابن الفركاح , المتوفى سنة 729 وسمع بدمشق من عيسي بن المطعم ومن احمد بن أبى طالب المعمر اكثر من مائة سنة الشهير بابن الشحنه وبالحجاز المتوفى سنة 730 ومن القاسم بن عساكر وابن الشيرازي واسحق الأمدى ومحمد بن زراد ولازم الشيخ جمال يوسف بن الزكي المزي صاحب تهذيب الكمال وأطراف الكتب الستة , المتوفى سنة 742 وبه انتفع وتخرج وتزوج بابنته وقرا علي شيخ الإسلام تقي الدين بن تيميه المتوفى سنة 728 كثيرا ولازمه واحبه وانتفع بعلومه وعلي الشيخ الحافظ المؤرخ شمس الدين الذهبي محمد بن احمد بن قايماز المتوفى سنة 748 وأجاز له من مصر أبو موسى القرافي والحسيني وأبو الفتح الدبوسي وعلي بن عمر الواني ويوسف الختني وغير ذلك .
وقال الحافظ شمس الدين الذهبي في المعجم المختص : " الإمام المفتي المحدث البارع , فقيه متفنن ومفسر نقال وله تصانيف مفيدة " .
وقال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة : " اشتغل بالحديث مطالعة في متونه ورجاله وكان كثير الاستحضار حسن المفاكهة , سارت تصانيفه في حياته وانتفع الناس بها بعد وفاته ولم يكن على طريق المحدثين في تحصيل العوالي وتمييز العالي من النازل ونحو ذلك من فنونهم , وإنما هو من محدثي الفقهاء.
وأجاب السيوطي عن ذلك فقال : العمدة في علم الحديث عن معرفة صحيح الحديث وسقيمه وعلله واختلاف طرقه ورجاله جرحا وتعديلا وأما العالي والنازل ونحو ذلك فهو من الفضلات لا من الأصول المهمة " .
وقال المؤرخ الشهير أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن سيف الدين المعروف بابن تغري بردي الحنفي في كتابه المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي : الشيخ الأمام العلامة عماد الدين أبو الفداء لازم الاشتغال ودأب وحصل وكتب وبرع في الفقه والتفسير والحديث وجمع وصنف ودرس وحدث وألف وكان له اطلاع عظيم في الحديث والتفسير والحديث وجمع وصنف ودرس وحدث وألف وكان له اطلاع عظيم في الحديث والتفسير والفقه والعربية وغير ذلك وأفتي ودرس إلى أن توفي .
واشتهر بالضبط والتحرير وانتهت إلى رياسة العلم في التاريخ والحديث والتفسير وهو القائل :
تمر بنا الأيام تتري وإنما نساق إلى الآجال والعين تنظر
فلا عائد ذاك الشباب الذي مضي ولا زائل هذا المشيب المكدر
وتلاميذه كثيرة منهم , ابن حجى , وقال فيه " احفظ من أدركناه لمتون الحديث , واعرفهم بجرحها ورجالها وصحيحها وسقيمها وكان أقرانه وشيوخه يعترفون بذلك وما اعرف أنى اجتمعت به على كثرة ترددى إليه إلا واستفدت منه .
وقال ابن العماد الحنبلي في كتابه شذرات الذهب : الحافظ الكبير عماد الدين , حفظ التنبيه وعرضه سنة 18 وحفظ مختصر ابن الحاجب وكان كثير الاستحضار , قليل النسيان , جيد الفهم , يشارك في العربية وينظم نظما وسطا , قال فيه ابن حبيب : سمع وجمع وصنف واطرب الأسماع بالفتوى وشنف وحدث وأفاد وطارت أوراق فتاويه إلى البلاد واشتهر بالضبط والتحرير .
مؤلفاته من كتب مطولة ورسائل مختصرة
1. تفسير القران الكريم , وهو من أفيد كتب التفسير بالرواية , يفسر القران بالقران ثم بالأحاديث المشهورة في دواوين المحدثين بأسانيدها ويتكلم عن أسانيدها جرحا وتعديلا فيبين ما فيها من غرابة أو إنكاره أو شذوذ غالبا ثم يذكر آثار الصحابة والتابعين , قال السيوطي فيه : لم يؤلف على نمطه مثله .
2. التاريخ المسمي بالبداية والنهاية – ذكر فيه قصص الأنبياء والأمم الماضية علي ما جاء في القران الكريم والأخبار الصحيحة ويبين الغرائب والمناكير والإسرائيليات ثم يحقق السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي إلى زمنه ثم ينتقل إلى الفتن و أشراط الساعة والملاحم وأحوال الآخرة , قال ابن تغرى بردي : وهو في غاية الجودة وعليه يعول البدر العيني في تاريخه .
3. كتاب " التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل " جمع فيه كتابي شيخيه المزي والذهبي وهما ( تهذيب الكمال في أسماء الرجال ) و ( ميزان الاعتدال في نقد الرجال ) مع زيادات مفيدة في الجرح والتعديل .
4. كتاب ( الهدي والسنن في أحاديث المسانيد والسنن ) وهو المعروف بجامع المسانيد , جمع فيه بين مسند الإمام احمد والبزار وأبي يعلي وابن أبى شيبه مع الكتب الستة : الصحيحين والسنن الأربعة ورتبه علي الأبواب .
5. ( طبقات الشافعية ) مجلد وسط ومعه مناقب الشافعي
6. وخرج أحاديث أدلة التنبيه في فقه الشافعية
7. وخرج أحاديث مختصر ابن الحاجب الأصلي
8. وشرع في شرح البخاري ولم يكمله
9. وشرع في كتاب كبير في الأحكام لم يكمل – وصل فيه إلى الحج
10. واختصر كتاب ابن الصلاح في علوم الحديث – وهو هذا – قال الحافظ العسقلانى : وله فيه فوائد .
11. ومسند الشيخين – يعني آبا بكر وعمر
12. السيرة النبوية مطولة مختصرة ذكرها في تفسيره في سورة الأحزاب في قصة غزوة الخندق
13. كتاب ( المقدمات ) ذكره في مختصر مقدمة ابن الصلاح وأحال عليه .
14. مختصر كتاب المدخل للبيهقى , كما ذكره في مقدمه هذه الرسالة .
15. رسالة في الجهاد وهى مطبوعة .
وفاته :
قال صاحب المنهل الصافي:توفى في يوم الخميس السادس والعشرين من شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة عن أربع وسبعين سنة .
قال الحافظ ابن حجر : وكان قد اضر يعنى فقد بصره في آخر حياته رحمه الله ورضي عنه.
قال أبو المحاسن الدمشقي في "ذيل تذكرة الحفاظ":
ابن كثير: الشيخ الإمام العالم الحافظ المفيد البارع عماد الدين أبو الفدائ إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن ذرع البصروي الأصل الدمشقي الشافعي.
ولد بمجدل القرية من أعمال مدينة بصري في سنة إحدى وسبعمائة إذ كان أبوه خطيبا بها.
ثم انتقل إلى دمشق في سنة ست وسبعمائة وتفقه بالشيخ برهان الدين الفرازي وغيره وسمع ابن السويدي والقاسم ابن عساكروخلقا.
وصاهر شيخنا الحافظ المزي فأكثر عنه وأفتي ودرس وناظر وبرع في الفقه والتفسير والنحو وأمعن النظر في الرجال والعلل.
وولي مشيخة أم الصالح والتنكزية بعد الذهبي.
ذكره الذهبي في مسودة طبقات الحفاظ وقال في المعجم المختص: هو فقيه متقن ومحدث محقق ومفسر نقّاد وله تصانيف مفيدة.
قلت: فمن تصانيفه:
كتاب "التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل" جمع بين كتاب "التهذيب"و"الميزان" وهو خمس مجلدات.
وكتاب"البداية والنهاية"في أربعة وخمسين جزءا.
وكتاب"الهدي والسنن في أحاديث المسانيد والسنن"جمع فيه بين مسند الإمام أحمد والبزار وأبي يعلي وابن أبي شبية إلي الكتب الستة.
وقال الشيخ محمد عبدالرازق حمزة في مقدمته علي "الباعث الحثيث شرح علوم الحديث":
نسبه وميلاده وشيوخه:
هو أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن الشيخ أبى حفص شهاب الدين عمر ,خطيب قريته , ابن كثير بن ضوء بن كثير بن زرع القرشي , البصروى الأصل , الدمشقي النشأة والتربية والتعليم .
ولد بمجدل القرية من أعمال مدينة بصري شرق دمشق سنة إحدى وسبعمائة , وكان أبوه خطيبا , ومات أبوه في الرابعة من عمره , فرباه أخوه الشيخ عبد الوهاب وبه تفقه في مبدأ أمره .
ثم انتقل إلي دمشق سنة 706 في الخامسة من عمره , وتفقه بالشيخ برهان الدين إبراهيم عبد الرحمن الفزارى الشهير بابن الفركاح , المتوفى سنة 729 وسمع بدمشق من عيسي بن المطعم ومن احمد بن أبى طالب المعمر اكثر من مائة سنة الشهير بابن الشحنه وبالحجاز المتوفى سنة 730 ومن القاسم بن عساكر وابن الشيرازي واسحق الأمدى ومحمد بن زراد ولازم الشيخ جمال يوسف بن الزكي المزي صاحب تهذيب الكمال وأطراف الكتب الستة , المتوفى سنة 742 وبه انتفع وتخرج وتزوج بابنته وقرا علي شيخ الإسلام تقي الدين بن تيميه المتوفى سنة 728 كثيرا ولازمه واحبه وانتفع بعلومه وعلي الشيخ الحافظ المؤرخ شمس الدين الذهبي محمد بن احمد بن قايماز المتوفى سنة 748 وأجاز له من مصر أبو موسى القرافي والحسيني وأبو الفتح الدبوسي وعلي بن عمر الواني ويوسف الختني وغير ذلك .
وقال الحافظ شمس الدين الذهبي في المعجم المختص : " الإمام المفتي المحدث البارع , فقيه متفنن ومفسر نقال وله تصانيف مفيدة " .
وقال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة : " اشتغل بالحديث مطالعة في متونه ورجاله وكان كثير الاستحضار حسن المفاكهة , سارت تصانيفه في حياته وانتفع الناس بها بعد وفاته ولم يكن على طريق المحدثين في تحصيل العوالي وتمييز العالي من النازل ونحو ذلك من فنونهم , وإنما هو من محدثي الفقهاء.
وأجاب السيوطي عن ذلك فقال : العمدة في علم الحديث عن معرفة صحيح الحديث وسقيمه وعلله واختلاف طرقه ورجاله جرحا وتعديلا وأما العالي والنازل ونحو ذلك فهو من الفضلات لا من الأصول المهمة " .
وقال المؤرخ الشهير أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن سيف الدين المعروف بابن تغري بردي الحنفي في كتابه المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي : الشيخ الأمام العلامة عماد الدين أبو الفداء لازم الاشتغال ودأب وحصل وكتب وبرع في الفقه والتفسير والحديث وجمع وصنف ودرس وحدث وألف وكان له اطلاع عظيم في الحديث والتفسير والحديث وجمع وصنف ودرس وحدث وألف وكان له اطلاع عظيم في الحديث والتفسير والفقه والعربية وغير ذلك وأفتي ودرس إلى أن توفي .
واشتهر بالضبط والتحرير وانتهت إلى رياسة العلم في التاريخ والحديث والتفسير وهو القائل :
تمر بنا الأيام تتري وإنما نساق إلى الآجال والعين تنظر
فلا عائد ذاك الشباب الذي مضي ولا زائل هذا المشيب المكدر
وتلاميذه كثيرة منهم , ابن حجى , وقال فيه " احفظ من أدركناه لمتون الحديث , واعرفهم بجرحها ورجالها وصحيحها وسقيمها وكان أقرانه وشيوخه يعترفون بذلك وما اعرف أنى اجتمعت به على كثرة ترددى إليه إلا واستفدت منه .
وقال ابن العماد الحنبلي في كتابه شذرات الذهب : الحافظ الكبير عماد الدين , حفظ التنبيه وعرضه سنة 18 وحفظ مختصر ابن الحاجب وكان كثير الاستحضار , قليل النسيان , جيد الفهم , يشارك في العربية وينظم نظما وسطا , قال فيه ابن حبيب : سمع وجمع وصنف واطرب الأسماع بالفتوى وشنف وحدث وأفاد وطارت أوراق فتاويه إلى البلاد واشتهر بالضبط والتحرير .
مؤلفاته من كتب مطولة ورسائل مختصرة
1. تفسير القران الكريم , وهو من أفيد كتب التفسير بالرواية , يفسر القران بالقران ثم بالأحاديث المشهورة في دواوين المحدثين بأسانيدها ويتكلم عن أسانيدها جرحا وتعديلا فيبين ما فيها من غرابة أو إنكاره أو شذوذ غالبا ثم يذكر آثار الصحابة والتابعين , قال السيوطي فيه : لم يؤلف على نمطه مثله .
2. التاريخ المسمي بالبداية والنهاية – ذكر فيه قصص الأنبياء والأمم الماضية علي ما جاء في القران الكريم والأخبار الصحيحة ويبين الغرائب والمناكير والإسرائيليات ثم يحقق السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي إلى زمنه ثم ينتقل إلى الفتن و أشراط الساعة والملاحم وأحوال الآخرة , قال ابن تغرى بردي : وهو في غاية الجودة وعليه يعول البدر العيني في تاريخه .
3. كتاب " التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل " جمع فيه كتابي شيخيه المزي والذهبي وهما ( تهذيب الكمال في أسماء الرجال ) و ( ميزان الاعتدال في نقد الرجال ) مع زيادات مفيدة في الجرح والتعديل .
4. كتاب ( الهدي والسنن في أحاديث المسانيد والسنن ) وهو المعروف بجامع المسانيد , جمع فيه بين مسند الإمام احمد والبزار وأبي يعلي وابن أبى شيبه مع الكتب الستة : الصحيحين والسنن الأربعة ورتبه علي الأبواب .
5. ( طبقات الشافعية ) مجلد وسط ومعه مناقب الشافعي
6. وخرج أحاديث أدلة التنبيه في فقه الشافعية
7. وخرج أحاديث مختصر ابن الحاجب الأصلي
8. وشرع في شرح البخاري ولم يكمله
9. وشرع في كتاب كبير في الأحكام لم يكمل – وصل فيه إلى الحج
10. واختصر كتاب ابن الصلاح في علوم الحديث – وهو هذا – قال الحافظ العسقلانى : وله فيه فوائد .
11. ومسند الشيخين – يعني آبا بكر وعمر
12. السيرة النبوية مطولة مختصرة ذكرها في تفسيره في سورة الأحزاب في قصة غزوة الخندق
13. كتاب ( المقدمات ) ذكره في مختصر مقدمة ابن الصلاح وأحال عليه .
14. مختصر كتاب المدخل للبيهقى , كما ذكره في مقدمه هذه الرسالة .
15. رسالة في الجهاد وهى مطبوعة .
وفاته :
قال صاحب المنهل الصافي:توفى في يوم الخميس السادس والعشرين من شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة عن أربع وسبعين سنة .
قال الحافظ ابن حجر : وكان قد اضر يعنى فقد بصره في آخر حياته رحمه الله ورضي عنه.
