إِسلامُنَا نُورٌ لمن يَهتَدِى .. إسلامُنَا نَارٌ على من يَعتَدِى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
إِسلامُنَا نُورٌ لمن يَهتَدِى .. إسلامُنَا نَارٌ على من يَعتَدِى

مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ


    سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10

    جندي الإسلام
    جندي الإسلام
    الداعى بأمر الله
    الداعى بأمر الله


    عدد المساهمات : 67
    تاريخ التسجيل : 11/02/2010
    العمر : 35

    سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 Empty سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10

    مُساهمة من طرف جندي الإسلام الخميس فبراير 25, 2010 12:55 pm

    سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6)سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1
    يقول تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) أي: غَطوا الحق وستروه، وقد
    كتب الله تعالى عليهم ذلك، سواء عليهم إنذارك وعدمه، فإنهم لا يؤمنون بما
    جئتهم به، كما قال تعالى:سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1 [يونس: 96، 97] وقال في حق المعاندين من أهل الكتاب: سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1 الآية [البقرة: 145] أي: إن من سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP
    كتب الله عليه الشقاوة فلا مُسْعِد له، ومن أضلَّه فلا هادي له، فلا تذهب
    نفسك عليهم حسرات، وبلّغهم الرّسالة، فمن استجاب لك فله الحظ الأوفر، ومن
    تولى فلا تحزن عليهم ولا يُهْمِدَنَّك ذلك؛ سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1 [الرعد: 40]، و سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1 [هود: 12] .
    وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، في قوله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ
    كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا
    يُؤْمِنُونَ ) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرصُ أن يؤمن جميع
    النَّاس ويُتَابعوه على الهدى، فأخبره الله تعالى أنه لا يؤمن إلا من سبق
    له من الله السعادةُ في الذكر الأوّل، ولا يضل إلا من سبق له من الله
    الشقاوة في الذكر الأوّل.
    وقال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد، عن عكرمة، أو سعيد بن
    جبير، عن ابن عباس: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) أي: بما أنـزل إليك، وإن
    قالوا: إنَّا قد آمنا بما جاءنا قبلك ( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ
    أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) أي: إنهم قد
    كفروا بما عندهم من ذكرك، وجحدوا ما أخذ عليهم من الميثاق، فقد سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP كفروا بما جاءك، وبما عندهم مما جاءهم به غيرك، فكيف يسمعون منك إنذارًا وتحذيرًا، وقد كفروا بما عندهم من علمك؟!
    وقال أبو جعفر الرّازي، عن الرّبيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: نـزلت هاتان الآيتان في قادة الأحزاب، وهم الذين قال الله فيهم:سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1 [إبراهيم: 28، 29] .
    والمعنى الذي ذكرناه أوّلا وهو المروي عن ابن عباس في رواية علي بن أبي طلحة، أظهر، ويفسر سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP ببقية الآيات التي في معناها، والله أعلم.
    وقد ذكر ابن أبي حاتم هاهنا حديثًا، فقال: حدثنا أبي، حدثنا يحيى بن
    عثمان بن صالح المصري، حدثنا أبي، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثني عبد الله بن
    المغيرة، عن أبي الهيثم سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP
    عن عبد الله بن عمرو، قال: قيل: يا رسول الله، إنَّا نقرأ من القرآن
    فنرجو، ونقرأ فنكاد أن نيأس، فقال: "ألا أخبركم"، ثم قال: ( إِنَّ
    الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ
    تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) هؤلاء أهل النار". قالوا: لسنا منهم يا
    رسول الله؟ قال: "أجل" سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP .

    [وقوله: ( لا يُؤْمِنُونَ ) محله من الإعراب أنه جملة مؤكدة للتي
    قبلها: ( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا
    يُؤْمِنُونَ ) أي هم كفار في كلا الحالين؛ فلهذا أكد ذلك بقوله: ( لا
    يُؤْمِنُونَ ) ويحتمل أن يكون ( لا يُؤْمِنُونَ ) خبرًا لأن تقديره: إن
    الذين كفروا لا يؤمنون، ويكون قوله: ( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ
    أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ ) جملة معترضة، والله أعلم]سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP .
    جندي الإسلام
    جندي الإسلام
    الداعى بأمر الله
    الداعى بأمر الله


    عدد المساهمات : 67
    تاريخ التسجيل : 11/02/2010
    العمر : 35

    سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 Empty رد: سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10

    مُساهمة من طرف جندي الإسلام الخميس فبراير 25, 2010 1:00 pm

    سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1
    قال السّدي: ( خَتَمَ اللَّهُ ) أي: طبع الله، وقال قتادة في هذه
    الآية: استحوذ عليهم الشيطان إذ أطاعوه؛ فختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم
    وعلى أبصارهم غشاوة، فهم لا يبصرون هدى ولا يسمعون ولا يفقهون ولا يعقلون.
    وقال ابن جُرَيْج: قال مجاهد: ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ) قال: نبئت أن الذنوب على القلب تحف به سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP من كل نواحيه حتى تلتقي عليه، فالتقاؤها عليه الطبع، والطبع الختم، قال ابن جريج: الختم على القلب والسمع.
    قال ابن جُرَيْج: وحدثني عبد الله بن كَثير، أنه سمع مجاهدًا يقول:
    الرّانُ أيسر من الطبع، والطبع أيسر من الأقفال، والأقفال أشد ذلك كله.
    وقال الأعمش: أرانا مجاهد بيده فقال: كانوا يرون أن القلب في مثل هذه سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP
    -يعني: الكف-فإذا أذنب العبد ذنبًا ضُمَّ منه، وقال بأصبعه الخنصر هكذا،
    فإذا أذنب ضَمّ. وقال بأصبع أخرى، فإذا أذنب ضُمّ. وقال بأصبع أخرى هكذا،
    حتى ضم أصابعه كلها، ثم قال سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP : يطبع عليه بطابع.
    وقال مجاهد: كانوا سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP يرون أن ذلك: الرين.
    ورواه ابن جرير: عن أبي كُرَيْب، عن وَكِيع، عن الأعمش، عن مجاهد، بنحوه.
    وقال ابن جرير: وقال بعضهم: إنما معنى قوله: ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى
    قُلُوبِهِمْ ) إخبار من الله عن تكبرهم، وإعراضهم عن الاستماع لما دُعُوا
    إليه من الحق، كما يقال: إن فلانًا لأصَمّ عن هذا الكلام، إذا امتنع من
    سماعه، ورفع سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP نفسه عن تفهمه تكبرًا.
    قال: وهذا لا يصح؛ لأن الله قد أخبر أنه هو الذي ختم على قلوبهم وأسماعهم.
    (قلت): وقد أطنب الزمخشري في تقرير ما رده ابن جرير هاهنا وتأول الآية
    من خمسة أوجه وكلها ضعيفة جدًا، وما جرأه على ذلك إلا اعتزاله؛ لأن الختم
    على قلوبهم ومنعها من وصول الحق إليها قبيح عنده -تعالى الله عنه في
    اعتقاده-ولو فهم قوله تعالى: سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1 وقوله سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 وَنُقَلِّبُ
    أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ
    مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
    سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1
    وما أشبه ذلك من الآيات الدالة على أنه تعالى إنما ختم على قلوبهم وحال
    بينهم وبين الهدى جزاءً وفاقًا على تماديهم في الباطل وتركهم الحق، وهذا
    عدل منه تعالى حسن وليس بقبيح، فلو أحاط علمًا بهذا لما قال ما قال، والله
    أعلم.
    قال القرطبي: وأجمعت الأمة على أن الله عز وجل قد وصف نفسه بالختم والطبع على قلوب الكافرين مجازاة لكفرهم كما قال: سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1
    وذكر حديث تقليب القلوب: "ويا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك"، وذكر
    حديث حذيفة الذي في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تعرض
    الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء
    وأي قلب أنكرها نكت
    فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما
    دامت السموات والأرض، والآخر أسود مرباد كالكوز مجخيًا لا يعرف معروفًا
    ولا ينكر منكرًا" الحديث.
    قال سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP والحق عندي في ذلك ما صَحّ بنظيره سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP
    الخبرُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما حدثنا به محمد بن بشار،
    حدثنا صفوان بن عيسى، حدثنا ابن عَجْلان، عن القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي
    هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المؤمن إذا أذنب ذنبًا
    كانت نُكْتة سوداء في قلبه فإن تاب ونـزعَ واستعتب صقل قلبه، وإن زاد زادت
    حتى تعلو قلبه، فذلك الران الذي قال الله تعالى: سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1 [المطففين: 14] )سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP .
    وهذا الحديث من هذا الوجه قد رواه الترمذي والنسائي، عن قتيبة، عن
    الليث بن سعد، وابن ماجه عن هشام بن عمار عن حاتم بن إسماعيل والوليد بن
    مسلم، ثلاثتهم عن محمد بن عجلان، به سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP .
    وقال الترمذي: حسن صحيح.
    ثم قال ابن جرير: فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذنوب إذا
    تتابعت على القلوب أغلقتها، وإذا أغلقتها أتاها حينئذ الختم من قبل الله
    تعالى والطبع، فلا يكون للإيمان إليها مسلك، ولا للكفر عنها سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP مخلص، فذلك سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP هو الختم والطبع الذي ذكر سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP
    في قوله تعالى: ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ )
    نظير الطبع والختم على ما تدركه الأبصار من الأوعية والظروف، التي لا يوصل
    إلى ما فيها إلا بفض سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP ذلك عنها ثم حلها، فكذلك سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP لا يصل الإيمان إلى قلوب من وصف الله أنه ختم على قلوبهم وعلى سمعهم إلا بعد فض خاتمه وحَلّه رباطه [عنها]سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP .
    واعلم أن الوقف التام على قوله تعالى: ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى
    قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ ) ، وقوله ( وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ
    غِشَاوَةٌ ) جملة تامة، فإن الطبع يكون على القلب وعلى السمع، والغشاوة
    -وهي الغطاء-تكون على البصر، كما قال السدي في تفسيره عن أبي مالك، عن أبي
    صالح، عن ابن عباس، وعن مرّة الهَمْداني، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب
    رسول الله سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP
    صلى الله عليه وسلم في قوله: ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى
    سَمْعِهِمْ ) يقول: فلا يعقلون ولا يسمعون، ويقول: وجعل على أبصارهم
    غشاوة، يقول: على أعينهم فلا يبصرون.
    قال سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP ابن جرير: حدثني محمد بن سعد سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP
    حدثنا أبي، حدثني عمي الحسين بن الحسن، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس: (
    خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ ) والغشاوة على
    أبصارهم.
    وقال: حدثنا القاسم، حدثنا الحسين، يعني ابن داود، وهو سُنَيد، حدثني
    حجاج، وهو ابن محمد الأعور، حدثني ابن جريج قال : الختم على القلب والسمع،
    والغشاوة على البصر، قال الله تعالى : سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1 [الشورى: 24]، وقال سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1 [الجاثية: 23]سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP .

    قال سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP ابن جرير: ومن نصب غشاوة من قوله تعالى: ( وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ) يحتمل سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP
    أنه نصبها بإضمار فعل، تقديره: وجعل على أبصارهم غشاوة، ويحتمل أن يكون
    نصبها على الإتباع، على محل ( وَعَلَى سَمْعِهِمْ ) كقوله تعالى: سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 وَحُورٌ عِينٌ سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1 [الواقعة: 22]، وقول الشاعر:

    عَلَفْتُهـــا تبنًــا ومــاء بــاردًا


    حــتى شَــتتْ هَمَّالَــةً عيناهــاسورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP
    وقال الآخر:

    ورأيــت زَوْجَــك فــي الـوغى


    متقلِّــــدًا ســــيفًا ورُمْحًـــاسورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP
    تقديره: وسقيتها ماء باردًا، ومعتَقِلا رمحًا.
    لما تقدم وصف المؤمنين في صدر السورة بأربع آيات، ثم عرّف حال الكافرين
    بهاتين الآيتين، شرع تعالى في بيان حال المنافقين الذين يظهرون الإيمان
    ويبطنون الكفر، ولما كان أمرهم يشتبه على كثير من الناس أطنب في ذكرهم
    بصفات متعددة، كل منها نفاق، كما أنـزل سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP سورة براءة فيهم، وسورة المنافقين فيهم، وذكرهم في سورة النور وغيرها من السور، تعريفا لأحوالهم لتجتنب، ويجتنب من تلبس سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP بها أيضًا، فقال تعالى:
    جندي الإسلام
    جندي الإسلام
    الداعى بأمر الله
    الداعى بأمر الله


    عدد المساهمات : 67
    تاريخ التسجيل : 11/02/2010
    العمر : 35

    سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 Empty رد: سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10

    مُساهمة من طرف جندي الإسلام الخميس فبراير 25, 2010 1:02 pm

    سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1
    النفاق: هو إظهار الخير وإسرار الشر، وهو أنواع: اعتقادي، وهو الذي
    يخلد صاحبه في النار، وعملي وهو من أكبر الذنوب، كما سيأتي تفصيله سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP
    في موضعه، إن شاء الله تعالى، وهذا كما قال ابن جريج: المنافق يخالف
    قَوْلُه فِعْلَهُ، وسِرّه علانيته، ومدخله مخرجه، ومشهده مَغِيبه.
    وإنما نـزلت صفات المنافقين في السّور المدنية؛ لأن مكة لم يكن فيها
    نفاق، بل كان خلافه، من الناس من كان يظهر الكفر مُسْتَكْرَها، وهو في
    الباطن مؤمن، فلمَّا هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وكان
    بها الأنصار من الأوس والخزرج، وكانوا في جاهليتهم يعبدون الأصنام، على
    طريقة مشركي العرب، وبها اليهود من أهل الكتاب على طريقة أسلافهم، وكانوا
    ثلاث قبائل: بنو قَيْنُقَاع حلفاء الخزرج، وبنو النَّضِير، وبنو قُرَيْظَة
    حلفاء الأوس، فلمَّا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وأسلم من
    أسلم من
    الأنصار من قبيلتي الأوس والخزرج، وقل من أسلم من اليهود إلا عبد الله بن
    سَلام، رضي الله عنه، ولم يكن إذ ذاك نفاق أيضا؛ لأنه لم يكن للمسلمين بعد
    شوكة تخاف، بل قد كان، عليه الصلاة والسلام، وَادَعَ اليهود وقبائل كثيرة
    من أحياء العرب حوالي المدينة، فلما كانت وقعة بدر العظمى وأظهر الله
    كلمته، وأعلى الإسلام وأهله، قال عبد الله بن أبيّ ابن سلول، وكان رأسا في
    المدينة، وهو من الخزرج، وكان سيد الطائفتين في الجاهلية، وكانوا قد عزموا
    على أن يملّكوه عليهم، فجاءهم الخير وأسلموا، واشتغلوا عنه، فبقي في نفسه
    من الإسلام وأهله، فلما كانت وقعة بدر قال: هذا أمر قد تَوَجَّه فأظهر
    الدخول في الإسلام، ودخل معه طوائف ممن هو على طريقته ونحلته، وآخرون من
    أهل الكتاب، فمن ثَمّ وُجِد النفاق في أهل المدينة ومن حولها من الأعراب،
    فأما المهاجرون فلم يكن فيهم أحد، لأنه لم يكن أحد يهاجر مكرَهًا، بل
    يهاجر ويترك ماله، وولده، وأرضه رغبة فيما عند الله في الدار الآخرة.
    قال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد، عن عكْرِمة، أو سعيد بن
    جُبَيْر، عن ابن عباس: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ
    وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ) يعني: المنافقين من
    الأوس والخزرج ومن كان على أمرهم.
    وكذا فسَّرها بالمنافقين أبو العالية، والحسن، وقتادة، والسدي.
    ولهذا نبَّه الله، سبحانه، على صفات المنافقين لئلا يغترّ بظاهر أمرهم
    المؤمنون، فيقع بذلك فساد عريض من عدم الاحتراز منهم، ومن اعتقاد إيمانهم،
    وهم كفار في نفس الأمر، وهذا من المحذورات الكبار، أن يظن بأهل الفجور
    خَيْر، فقال تعالى: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ
    وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ) أي: يقولون ذلك قولا
    ليس وراءه شيء آخر، كما قال تعالى: سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1
    [المنافقون: 1] أي: إنما يقولون ذلك إذا جاؤوك فقط، لا في نفس الأمر؛
    ولهذا يؤكدون في الشهادة بإن ولام التأكيد في خبرها؛ كما أكَّدوا قولهم: (
    آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ ) وليس الأمر كذلك، كما أكْذبهم
    الله في شهادتهم، وفي خبرهم هذا بالنسبة إلى اعتقادهم، بقوله: سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1 [المنافقون: 1]، وبقوله ( وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ )
    وقوله تعالى: ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) أي:
    بإظهارهم ما أظهروه من الإيمان مع إسرارهم الكفر، يعتقدون بجهلهم أنهم
    يخدعون الله بذلك، وأن ذلك نافعهم عنده، وأنه يروج عليه كما يروج على بعض
    المؤمنين، كما قال تعالى: سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 يَوْمَ
    يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ
    لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ
    الْكَاذِبُونَ
    سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1
    [المجادلة: 18]؛ ولهذا قابلهم على اعتقادهم ذلك بقوله: ( وَمَا
    يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ) يقول: وما يَغُرُّون
    بصنيعهم ولا يخدعون إلا أنفسهم، وما يشعرون بذلك من أنفسهم، كما قال
    تعالى: سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1 [النساء: 142].
    ومن القراء من قرأ: "وَمَا يُخَادِعُونَ سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP إِلا أَنفُسَهُمْ"، وكلا القراءتين ترجع إلى معنى واحد.

    قال ابن جرير: فإن قال قائل: كيف يكون المنافق لله وللمؤمنين مخادعًا، وهو لا يظهر بلسانه خلاف ما هو له معتقد إلا تقية؟
    قيل: لا تمتنع سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP
    العرب أن تسمي من أعطى بلسانه غير الذي في ضميره تقية، لينجو مما هو له
    خائف، مخادعا، فكذلك المنافق، سمي مخادعا لله وللمؤمنين، بإظهاره ما أظهر سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP بلسانه تقية، مما تخلص به من القتل والسباء سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP
    والعذاب العاجل، وهو لغير ما أظهر، مستبطن، وذلك من فعلِه -وإن كان خداعًا
    للمؤمنين في عاجل الدنيا-فهو لنفسه بذلك من فعله خادع، لأنه يُظْهِر لها
    بفعله ذلك بها أنَّه يعطيها أمنيّتها، ويُسقيها كأس سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP سرورها، وهو موردها به حياض عطبها، ومُجرّعها بها كأس عذابها، ومُزيرُها سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP
    من غضب الله وأليم عقابه ما لا قبَلَ لها به، فذلك خديعته نفسه، ظنًا منه
    -مع إساءته إليها في أمر معادها-أنه إليها محسن، كما قال تعالى: ( وَمَا
    يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ) إعلامًا منه عِبَادَه
    المؤمنين أنّ المنافقين بإساءتهم إلى أنفسهم في إسْخَاطهم سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP عليها ربهم بكفرهم، وشكهم وتكذيبهم، غير شاعرين ولا دارين، ولكنهم على عمياء من أمرهم مقيمون سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP .
    وقال ابن أبي حاتم: أنبأنا عليّ بن المبارك، فيما كتب إليّ، حدثنا زيد
    بن المبارك، حدثنا محمد بن ثور، عن ابن جُرَيْج، في قوله تعالى: (
    يُخَادِعُونَ اللَّهَ ) قال: يظهرون "لا إله إلا الله" يريدون أن يحرزوا
    بذلك دماءهم وأموالهم، وفي أنفسهم غير ذلك سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP .
    وقال سعيد، عن قتادة: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا
    بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ
    اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا
    يَشْعُرُونَ ) نعت المنافق عند كثير: خَنعُ الأخلاق يصدّق بلسانه وينكر
    بقلبه ويخالف بعمله، يصبح على حال ويمسي على غيره، ويمسي على حال ويصبح
    على غيره، ويتكفأ تكفأ السفينة كلما هبَّت ريح هبّ معها.


    عدل سابقا من قبل جندي الإسلام في الخميس فبراير 25, 2010 1:04 pm عدل 1 مرات
    جندي الإسلام
    جندي الإسلام
    الداعى بأمر الله
    الداعى بأمر الله


    عدد المساهمات : 67
    تاريخ التسجيل : 11/02/2010
    العمر : 35

    سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 Empty رد: سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10

    مُساهمة من طرف جندي الإسلام الخميس فبراير 25, 2010 1:02 pm

    سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1

    قال السدي، عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرّة الهمداني

    عن ابن مسعود، وعن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية:

    ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) قال: شَكٌّ، ( فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا )

    قال: شكًّا.

    وقال [محمد]سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن عِكْرِمة، أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس [في قوله]سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP : ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) قال: شك.



    وكذلك قال مجاهد، وعكرمة، والحسن البصري، وأبو العالية، والرّبيع بن أنس، وقتادة.

    وعن عكرمة، وطاوس: ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) يعني: الرياء.

    وقال الضحاك، عن ابن عباس: ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) قال: نفاق ( فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ) قال: نفاقا، وهذا كالأول.

    وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) قال: هذا

    مرض في الدين، وليس مرضًا في الأجساد، وهم المنافقون. والمرض: الشك الذي

    دخلهم في الإسلام ( فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ) قال: زادهم رجسًا،

    وقرأ: سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1 [التوبة: 124، 125] قال: شرًا إلى شرهم وضلالة إلى ضلالتهم.

    وهذا الذي قاله عبد الرحمن، رحمه الله، حسن، وهو الجزاء من جنس العمل، وكذلك قاله الأولون، وهو نظير قوله تعالى أيضًا: سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1 [محمد: 17].

    وقوله ( بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) وقرئ: "يكذّبون"، وقد كانوا

    متصفين بهذا وهذا، فإنهم كانوا كذبة يكذبون بالحق يجمعون بين هذا وهذا.

    وقد سئل القرطبي وغيره من المفسرين عن حكمة كفه، عليه السلام، عن قتل

    المنافقين مع علمه بأعيان بعضهم، وذكروا أجوبة عن ذلك منها ما ثبت في

    الصحيحين: أنه قال لعمر: "أكره أن يتحدث العرب أن محمدًا يقتل أصحابه" سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP

    ومعنى هذا خشية أن يقع بسبب ذلك تغير لكثير من الأعراب عن الدخول في

    الإسلام ولا يعلمون حكمة قتله لهم، وأن قتله إياهم إنما هو على الكفر،

    فإنهم إنما يأخذونه بمجرد ما يظهر لهم فيقولون: إن محمدًا يقتل أصحابه،

    قال القرطبي: وهذا قول علمائنا وغيرهم كما كان يعطي المؤلفة قلوبهم مع

    علمه بشر اعتقادهم. قال ابن عطية: وهي طريقة أصحاب مالك نص عليه محمد بن

    الجهم والقاضي إسماعيل والأبهري وابن الماجشون. ومنها: ما قال مالك، رحمه

    الله: إنما كف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنافقين ليبين لأمته أن

    الحاكم لا يحكم بعلمه.

    قال القرطبي: وقد اتفق العلماء عن بكرة أبيهم على أن القاضي لا يقتل

    بعلمه، وإن اختلفوا في سائر الأحكام، قال: ومنها ما قال الشافعي: إنما منع

    رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل المنافقين ما كانوا يظهرونه من

    الإسلام مع العلم بنفاقهم؛ لأن ما يظهرونه يجبّ ما قبله. ويؤيد هذا قوله،

    عليه الصلاة والسلام، في الحديث المجمع على صحته في الصحيحين وغيرهما:

    "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني

    دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله، عز وجل" سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 MARGNTIP

    . ومعنى هذا: أن من قالها جرت عليه أحكام الإسلام ظاهرًا، فإن كان يعتقدها

    وجد ثواب ذلك في الدار الآخرة، وإن لم يعتقدها لم ينفعه في الآخرة جريان

    الحكم عليه في الدنيا، وكونه كان خليط أهل الإيمان سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 يُنَادُونَهُمْ
    أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ
    أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ
    حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ
    سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1 الآية [الحديد: 14]، فهم يخالطونهم في بعض المحشر، فإذا حقت المحقوقية تميزوا منهم وتخلفوا بعدهم سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1

    [سبأ: 54] ولم يمكنهم أن يسجدوا معهم كما نطقت بذلك الأحاديث، ومنها ما

    قاله بعضهم: أنه إنما لم يقتلهم لأنه كان يخاف من شرهم مع وجوده، عليه

    السلام، بين أظهرهم يتلو عليهم آيات الله مبينات، فأما بعده فيقتلون إذا

    أظهروا النفاق وعلمه المسلمون، قال مالك: المنافق في عهد رسول الله صلى

    الله عليه وسلم هو الزنديق اليوم. قلت: وقد اختلف العلماء في قتل الزنديق

    إذا أظهر الكفر هل يستتاب أم لا. أو يفرق بين أن يكون داعية أم لا أو

    يتكرر منه ارتداده أم لا أو يكون إسلامه ورجوعه من تلقاء نفسه أو بعد أن

    ظهر عليه؟ على أقوال موضع بسطها وتقريرها وعزوها كتاب الأحكام.

    (تنبيه) قول من قال: كان عليه الصلاة والسلام يعلم أعيان بعض المنافقين

    إنما مستنده حديث حذيفة بن اليمان في تسمية أولئك الأربعة عشر منافقًا في

    غزوة تبوك الذين هموا أن يفتكوا برسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلماء

    الليل عند عقبة هناك؛ عزموا على أن ينفروا به الناقة ليسقط عنها فأوحى

    الله إليه أمرهم فأطلع على ذلك حذيفة. ولعل الكف عن قتلهم كان لمدرك من

    هذه المدارك أو لغيرها والله أعلم.

    فأما غير هؤلاء فقد قال تعالى: سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 وَمِمَّنْ
    حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ
    مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ
    سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1 الآية، وقال تعالى:سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 لَئِنْ
    لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ
    وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا
    يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا
    * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلا سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1 ففيها دليل على أنه لم يغر بهم ولم يدرك على أعيانهم وإنما كانت تذكر له صفاتهم فيتوسمها في بعضهم كما قال تعالى: سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B2 وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ سورة البقرة من الآية 6 إلى الآية 10 B1

    وقد كان من أشهرهم بالنفاق عبد الله بن أبي بن سلول وقد شهد عليه زيد بن

    أرقم بذلك الكلام الذي سبق في صفات المنافقين ومع هذا لما مات [صلى عليه]

    صلى الله عليه وسلم وشهد دفنه كما يفعل ببقية المسلمين، وقد عاتبه عمر بن

    الخطاب رضي الله عنه فيه فقال: "إني أكره أن تتحدث العرب أن محمدًا يقتل

    أصحابه" وفي رواية في الصحيح "إني خيرت فاخترت" وفي رواية "لو أني أعلم لو

    زدت على السبعين يغفر الله له لزدت".

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 10:39 pm